صالة التحرير

الحطب بديلًا.. أسر لبنانية تستعد للشتاء في ظل ارتفاع أسعار المحروقات

بدأت أسر لبنانية استعداداتها لاستقبال فصل الشتاء بتجهيز مواد التدفئة مثل المازوت أو الحطب؛ لكن لم يغب عن المشهد طرح التساؤلات حول حال الطرق التي كثيرا ما تغرق بسبب انسداد شبكات الصرف، خاصة في الأحياء القديمة.

وأكد فادي أبو شقرا، ممثل موزعي المحروقات في لبنان، أن فصل الشتاء المقبل من المنتظر أن يشهد استقرارا في تأمين المازوت والبنزين للتدفئة.

لكن ليست جميع الأسر التي تعيش في المناطق الجبلية لديها القدرة على شراء المحروقات كما كان في السابق قبل دخول البلاد في أزمتها الاقتصادية عام 2019؛ فلجأ مواطنون إلى المواد التي يمكن تأمين بعضها بأسعار مناسبة لحالتهم المادية.

وشهدت السوق اللبنانية ارتفاعا في أسعار المحروقات خلال شهر سبتمبر الماضي، مما طرح تساؤلات حول الأسباب وإمكانية استمرار هذا الارتفاع خلال الأشهر المقبلة.

وأرجع أبو شقرا، في حوار أجرته معه وكالة أنباء العالم العربي، السبب إلى عوامل خارجية، بينها ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية خلال الفترة الماضية.

وبحسب أبو شقرا، فإن “المنزل الواحد في المناطق الجبلية يستهلك خلال الشتاء ما لا يقل عن نحو 10 براميل من المازوت (البرميل الواحد يساوي 159 لترا) تصل تكلفتها إلى نحو 2000 دولار”.

لا أزمة في التوفر هذا العام

وكان لبنان شهد خلال السنوات السابقة أزمة في تأمين المحروقات، اضطرت المواطنين إلى الوقوف في طوابير طويلة للحصول على الوقود اللازم للتدفئة أو شرائه من السوق السوداء.

حدثت تلك الأزمة بعد أن فشلت شركات المحروقات في ضخ الكميات الكافية في المحطات نتيجة لعدم قدرتها على تأمين أموال لدفعها للشركات الموردة من الخارج.

غير أن أبو شقرا أكد أنه لا أزمة في تأمين المحروقات خلال الموسم المقبل، قائلا إن “المواد متوفرة ولن يشهد المواطن أي مشكلة في الحصول عليها”.

لكنه قال إن سعر تنكة المازوت (20 لترا) هذا العام يبلغ 19 دولارا، في حين يبلغ سعر تنكة البنزين 20 دولارا، وفقا للأسعار المسجلة في الثالث من سبتمبر.

وأوضحت دراسة نشرتها “الدولية للمعلومات”، الشهر الماضي، أن تكلفة التدفئة للعائلة اللبنانية تقدر بنحو 70 مليون ليرة لبنانية (نحو 791 دولار) من مادة المازوت، بينما تقدر تكلفة التدفئة بالحطب بنحو 36 مليون ليرة عند سعر ستة ملايين ليرة للطن الواحد مقابل حجم استهلاك يصل إلى ستة أطنان للعائلة.

الحطب بديلا

بعد الأزمة المعيشية وارتفاع أسعار المحروقات، اتجه العديد من العائلات إلى تخزين الحطب وشرائه في حال كان متوفرا أكثر من المازوت.

وكانت التدفئة بالحطب موجودة في السابق في المناطق الجبلية، خاصة التي تقع على الأطراف بعيدا عن مراكز المدن، حيث يجري تأمين الحطب من الأشجار اليابسة.

ويرى راجح مهنا، وهو صاحب محل لبيع أجهزة التدفئة والحطب في شمال لبنان، أن العائلات بدّلت سلوكها في التدفئة بسبب الأزمة المعيشية. لكنه أشار في الوقت ذاته إلى وجود فارق بين سكان المدن والمناطق الريفية.

وقال لوكالة أنباء العالم العربي، “من الطبيعي أن يكون شراء الحطب أكثر طلبا في الجبال، كونها توفر بتصميم مساكنها والفسحات الخارجية إمكانية لتجهيزه، وهي عكس المباني السكنية في المدينة، إضافة إلى أن القدرة الشرائية لدى أهالي المدن أعلى من باقي المناطق نسبيا”.

أضاف “في السابق، كنّا نبيع مدافئ تعمل على الكهرباء أو المازوت أو الغاز، كون تأمين المواد ودفع فواتيرها كان متوفرا للمواطن؛ لكن الأمر اختلف وأصبح هناك طلب لبيع مدافئ تعمل على الحطب”.

وقال “سعر مدفئة الحطب يبلغ 150 دولارا، فيما سعر مدفئة تعمل على المازوت يبلغ 700 دولار. أما سعر طن الحطب، فيترواح بين 250 و300 دولار حسب النوعية، إن كانت سنديان أو زيتون. وتختلف الجودة باختلاف النوع ومدى جفاف الجذوع والأغصان بشكل كامل”.

الشتاء أصعب في الأحياء القديمة

ويُصَنّف العديد من الأحياء السكنية في المدن مثل بيروت وطرابلس بأنها “مخالفة” كونها مبنية بمواد غير صحية وبطريقة غير شرعية، ما يجعلها أكثر تضررا خلال فصل الشتاء.

وقال حسين مقداد، الذي فضّل استخدام اسم مستعار، وهو من سكان منطقة حي السلم في الضاحية الجنوبية لبيروت، إن المنطقة التي يعيش فيها تشهد كل عام فيضان نهر الغدير، حيث تغمر المياه الشوارع وتصل إلى داخل البيوت المصنوع بعضها من مادة القصدير.

أضاف “في كل عام، يرتفع منسوب النهر لأكثر من نصف متر، مما يضطرنا إلى إخراج العائلات من منازلها؛ وفي العام الماضي، استعنّا بآليات خاصة، منها الجرّافات، لفتح مجاري المياه والطرق”.

وبحث علي حمية، وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، في 28 سبتمبر الماضي خلال اجتماع مع وزير البيئة ناصر ياسين، التحضيرات اللازمة للإعداد لتصريف المياه استباقا لموسم الأمطار.

وأعلنت وزارة الأشغال بدء عمليات تنظيف المجاري والطرق منعا لحدوث فيضان نتيجة للأمطار الغزيرة.

وقال حمية، أثناء جولة في منطقة ضبية شمال بيروت: “نعمل على صيانة المجاري وتنظيفها دوريا، وتصبح عمليات التطهير مكثفة مع اقتراب فصل الشتاء.. للأسف نقوم اليوم بتنظيفها، إلا أنها تعود وتمتلئ بالنفايات بعد 24 ساعة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0:00
0:00