اتصالات وتكنولوجباصالة التحريرعاجل

أيقونة – علاقات السوشيال ميديا

العلاقات الإنسانية معقدة جدا، لدرجة أنك لا تستطيع أن تتأكد إن كنت شخص محبوب أم مكروه، فالكل عنده أسبابه ليكرهك أو يحبك، ولكن الأغرب من ذلك ما نراه على صفحات السوشيال ميديا من تناقضات كثيرة ، تحمل النفاق والرياء، والعدوانية اتجاه البعض، ومهاجمتهم لمجرد أنك لا تتفق مع آرائهم، مثل ما يحدث مع بعض المذيعين المشاهير، منهم من يرى أنهم منافقين والآخر يتابعهم للتهكم عليهم وإظهارهم بصورة سيئة بأنهم عبيد لأصحاب القنوات التي يعملون بها، مع العلم أنهم لو كانوا مكان هؤلاء لفعلوا مثلهم وأكثر، ولكن النقد والسخرية أصبحوا سمة على السوشيال ميديا.

وأنا هنا لا أدافع أو أهاجم ولا مع أو ضد، ولكني أرصد ظاهرة موجودة يعاني منها الكثيرين ممن يقدمون محتوى، حيث نجد من يهاجمهم في المطلق وكأنه بينه وبينهم عداوة، وعلى النقيض نجد من يمتدح بمبالغة شديدة لمجرد أن تكون هناك مصلحة أو منفعة من وراء هذا المديح الفج أو النقد اللاذع، الذي يصيب البعض بانهيار واكتئاب “الكلمة نور وبعض الكلمات قبور”.

وبعيدا عن المشاهير أصحاب المحتوى الذي يقدم عبر شاشات التليفزيون أو من خلال القنوات على اليوتيوب أو الفيديوهات القصيرة والصفحات على موقع الفيسبوك، نجد العلاقات بين مجتمع السوشيال ميديا مريبة جدا، هناك من ينافق بقوة ويمدح شخص يبغضه، ولكن حتى تكتمل الصورة الجميلة، يضطرون لأرسال التهاني والتبريكات ليرسموا صورتهم أمام العامة بأنهم في سلام نفسي وتصالح مع الجميع!

وللأسف هذا عكس ما تكنه صدورهم، والله أعلم بالنوايا، ولكني اقرأ تعليقات جميلة، وخلفها أسمع كلام مخالف تماما لما تعكسه مرآة السوشيال ميديا المزيفة للمشاعر الإنسانية التي طٌمست ملامحها وتغيرت مع متغيرات العصر الحديث إلا من رحم ربي.

ومن الطريف أننا سنشهد قريبا جدا أول Reality Show “عرض الواقع” لأحدى البلوجر التي ستقدم تجربة حية ليومها من داخل بيتها وعلاقتها بأبوها وباقي أفراد أسرتها، وللأسف هذا ما اعتاد عليه البعض الان من استعراض تفاصيل حياته أمام العامة حتى يجني أرباح من الليكات والمتابعة .. وبعد ذلك نشتكي من الحسد والحقد الذي أصاب كثير منهم بالأمراض، أودى بحياة البعض وخرب حياة آخرين وأفسد علاقات زوجية، وأسرية .

إلى لقاء آخر في حكاية تكنولوجية جديدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0:00
0:00