المستشار التجارى النمساوى: 100 شركة نمساوية أبدت اهتماماً بالاستثمار فى مصر مؤخرًا
قال جورج كرين المستشار التجارى النمساوى بمصر والمسئول عن مكتب “أدفانتيج أُستريا” فى القاهرة، إن أكثر من 100 شركة أبدت اهتمامها بالعمل مع مصر، فى الملتقى الأخير، الذى نظمته الغرفة الاقتصادية الفيدرالية النمساوية.
وذكر أنه فى شهر يونيو من كل عام تعقد الغرفة الملتقى السنوى فى مقراتها الرسمية فى النمسا ويجمع المستشارين التجاريين والشركات النمساوية الراغبة فى تعزيز صلاتها بالبلدان الأخرى.
ويَعد المكتب التجارى للسفارة النمساوية “أدفانتيج أُستريا”، هو المنظمة الرسمية للترويج التجارى، والممثل الرسمى عن الغرفة الاقتصادية الفيدرالية النمساوية، وذلك من خلال 100 مكتب فى أكثر من 70 دولة حول العالم.
وذكر كرين أن المنظمة تقدم مجموعة واسعة من خدمات الاستشارات وتطوير الأعمال لكل من الشركات النمساوية وشركائها التجاريين فى مختلف البلدان. ويقوم المكتب بدوره فى مصر بخدمة أكثر من 600 شركة سنوياً ودعمها فى مشاريعها التصديرية والاستثمارية المستمرة فى مصر.
نعمل على إعداد مذكرة تفاهم لشراكة مع الحكومة فى مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر
وكشف كرين فى حواره لـ”البورصة” أنه جار إعداد مذكرة تفاهم لشراكة مع الحكومة المصرية فى مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، مشيراً إلى أن العديد من الشركات النمساوية أبدت اهتماما فى الاستثمار فى ذلك القطاع بسبب الدعم والحوافز الضريبية التى تقدمها الحكومة فى هذا الشأن.
ولفت إلى أنه بفضل الخدمات التى يقدمها “أدفانتيج أُستريا” هناك رؤية واضحة من جانب الشركات النمساوية والتى ترغب فى العمل فى مصر، وذكر أن الخطوات التى تبنتها الحكومة لدعم الاقتصاد، وخاصة حزمة التسهيلات الضريبية الأخيرة ساهمت بشكل كبير فى ثقة المستثمرين النمساويين.
وعن الخطوات التى يتم اتخاذها لتشجيع المزيد من الشركات النمساوية على الاستثمار فى مصر، أوضح كرين أن المكتب التجارى النمساوى يدعم بانتظام الشركات النمساوية فى أنشطتها فى مصر، ويشمل ذلك تقديم المشورة للشركات بشأن فرص الاستثمار المحتملة وربطها بالسلطات المصرية المعنية.
بعثة تجارية لكبرى الشركات النمساوية تستهدف قطاع النقل بنهاية العام القادم
وكشف المستشار التجارى النمساوى أنه يجرى التحضير لبعثة تجارية إلى القاهرة تضم أكثر من 15 شركة نمساوية خلال مارس القادم، حيث تبحث تلك الشركات عن سبل التعاون فى القطاع الصناعى، إضافةً إلى بعثة أخرى بنهاية العام القادم مهتمة بقطاع النقل، ومن المقرر قدوم مجموعة من الشركات المرموقة بقيادة نائب رئيس الغرفة الاقتصادية الفيدرالية النمساوية إلى مصر لتقديم دعمها فى النهوض بالصناعة المصرية وتعزيز تطورات التوطين.
وأفاد بأن مصر تعد من أبرز وأكبر الشركاء الاقتصاديين للنمسا فى أفريقيا، مشيراً إلى أن الجهود الحالية التى تبذلها الحكومة المصرية لتوسيع وتطوير البنية التحتية العامة توفر فرصًا كبيرة للشركات النمساوية لتطبيق خبرتها فى مصر، وخاصةً فى قطاع تطوير السكك الحديدية، والتى يزداد الطلب عليها حاليًا، إضافة إلى فرص لتطوير الأعمال فى قطاعى المياه والطاقة، وفى مجالات التكنولوجيا البيئية وتصنيع الأغذية.
وفيما يخص قطاع النقل والمواصلات، أوضح كرين أنه يعد من أكبر القطاعات التى ساهمت فيه الشركات النمساوية، حيث تم تطوير قطاع النقل النهرى من خلال تحديث أنظمة الاتصالات “آر آى إس” لعدد 20 مركبا تعمل فى النقل النهرى، إضافةً إلى تطوير البنية التحتية ودعم ورفع كفاءة أبراج المراقبة، لافتاً إلى أنه من المقرر البدء فى المرحلة الثانية خلال الفترة المقبلة.
وذكر أن هناك تعاونا بين وزارة النقل وشركة بلاسر النمساوية لصيانة ورفع كفاءة الماكينات المستخدمة فى أعمال صيانة وتجديد السكك والمفاتيح بشبكة السكك الحديدية، وشركة فويست ألبين النمساوية المتخصصة فى مجال إنتاج تفريعات السكة الحديد.
ولفت إلى أنه تم إنشاء شركة مشتركة “فويست ألبين مصر لتكنولوجيا تحويلات السكك الحديدية”، تستهدف رفع كفاءة خط الإنتاج الحالى بالورشة لتحويله لخط إنتاج حديث، وإنتاج مفاتيح شبكة القطار الكهربائى السريع، وكذلك نقل التكنولوجيا الحديثة للتصنيع وتدريب العاملين المصريين عليها تحت إشراف خبراء من الشركة النمساوية.
وأوضح أن الشركات النمساوية نفذت عددًا من المشروعات بالتعاون مع وزارة الإسكان فى قطاع المياة والصرف الصحى، منها تطوير محطتين لتحلية المياه فى سيدى عبد الرحمن والعريش، مشيراً إلى أن دور الشركات النمساوية تتمثل فى تقديم تكنولوجيات متقدمة لمحطات تحلية المياه ومحطات معالجة المياه والصرف الصحي.
وأضاف كرين أن الشركات النمساوية ساهمت فى رفع كفاءة عدد من محطات المياه بالعاصمة الإدارية، حيث تم توفير نوع معين من الاستيل الخاص بتوفير نسبة عالية من نقاء المياه، إضافةً إلى تقديم حلول تكنولوجية لتشييد عدد من المبانى بالعاصمة الإدارية.
ونوه أن ماكينات طباعة النقود التى يستخدمها البنك المركزى تتضمن تكنولوجية نمساوية.
وقال إنه الشركات النمساوية شاركت فى تركيب الواجهة الزجاجية للمتحف المصرى الكبير، وبصدد تنفيذ مشروع مع الحكومة المصرية لتطوير تقنيات الإضاءة والعرض الخاصة بالمتاحف.
كما قدمت شركة نمساوية خبرتها فى أنظمة المسرح فى الأوبرا الجديدة فى العاصمة الإدارية الجديدة وقامت شركة أخرى بتوفير الأدوات الموسيقية.
وذكر أن هناك أكثر من 500 شركة نمساوية تعمل بانتظام مع السوق المصرى، مشيراً إلى أن معظم تلك الشركات تعد شركات متوسطة وصغيرة، لا تلبى الاشتراطات التى يجب توافرها للحصول على الرخصة الذهبية الحالية، ولكنها تعمل على نحو واسع بالشراكة مع شركات كبرى ألمانية.
وقال كرين إن السفارة النمساوية والمكتب التجارى يعقدان اجتماعات دورية مع الحكومة المصرية للتعرف على الخدمات الجديدة التى توفرها للمستثمرين سواء فى المناطق الحرة او المناطق الاقتصادية، فى خطوة استباقية لتعريف المستثمرين النمساويين بها لتشجعيهم على دخول السوق المصرى.
وأشار كرين إلى أن البيروقراطية تَعد أهم التحديات التى تواجه الشركات النمساوية فى السوق المصرى. وطالب مصلحة الضرائب المصرية بضرورة توافر تحديثات للقوانين والإجراءات الضريبية باللغة الإنجليزية، وذلك لسهولة ووضوح الرؤية للمستثمرين النمساويين.
أوضح أن التشكيل الجديد للحكومة المصرية خاصة فى وزارات المجموعة الاقتصادية ضم مجموعة من الكفاءات ذوى الخبرة فى التعامل مع الملف الاقتصادى، ما يمثل خطوة مهمة للمساعدة فى جذب الاستثمارات النمساوية للسوق المصرى جنباً إلى جنب مع الحوافز الاستثمارية والضريبية التى تم الإعلان عنها مؤخراً.
وتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة المزيد من الصور الإيجابية وبناء الثقة فى الاقتصاد المصرى.
النمسا وفرت 40 مليون يورو قروضا ميسرة لدعم قطاعى النقل والمياه خلال العقد الماضى
وفى مجال التعاون من أجل التنمية بين مصر والنمسا، ذكر كرين أنه خلال العقد الماضي، وفرت النمسا 40 مليون يورو قروض ميسرة لدعم قطاعى النقل والمياه. وألمح أن النمسا لا تستهدف ممارسة الأعمال التجارية فى مصر فحسب، بل تعتبر مصر أيضاً البوابة الرئيسية إلى شمال أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وباقى بلدان قارة أفريقيا.
وأفاد بأنه خلال يناير من كل عام تقيم الغرفة الاقتصادية الفيدرالية النمساوية فى العاصمة فيينا ملتقى يسمى „يوم أفريقيا” يتم خلاله دعوة الشركات النمساوية المهتمة بالتعاون التجارى مع الدول الإفريقية, حيث من المتوقع أن يضم الملتقى فى يناير 2025, 500 شركة بالحضور و700 شركة آخرى عبر الإنترنت، من أجل التعرف على فرص التجارة والاستثمار الحالية فى إفريقيا، وسوف تكون السفارة المصرية حاضرة بجناح، حيث تمكنها الفعاليات من إجراء العديد من المناقشات مع رجال الأعمال النمساويين.
وقال المستشار التجارى النمساوى، إن العلاقات التجارية بين مصر والنمسا تطورت بشكل كبير، حيث بلغ حجم التجارة بين مصر والنمسا فى عام 2023 أكثر من 390 مليون يورو.
وكشف أن النمسا تستهدف زيادة حجم التبادل بينها وبين مصر إلى 440 مليون يورو بنهاية العام الحالى من 390 مليون يورو بنهاية 2023.
وأوضح أن حجم صادرات النمسا إلى مصر فى 2023 بلغت 290 مليون يورو، فيما بلغت صادرات مصر للنمسا 100 مليون يورو.
وذكر أن أغلب الصادرات من النمسا إلى مصر من الأدوية، ومنتجات الصلب المستخدمة فى قطاع النفط وغاز أى الأنابيب، وأنواع مختلفة من الآلات، ومنتجات الأغذية والمشروبات، والورق.
ولفت إلى أن الطلب على السلع والخامات الوسيطة فى عملية التصنيع تشكل النسبة الأكبر فى الصادرات النمساوية عن السلع المعدة للاستهلاك. وعن الصادرات المصرية للنمسا فكان النصيب الأكبر للقطن والفواكة.
ونوه أن حجم التبادل التجارى بين النمسا ومصر يمثل حاليا 1.5% من حجم التبادل التجارى بين مصر ودول الاتحاد الأوربى، وتأتى مصر كثانى بلد فى حجم التبادل التجارى الإفريقى بعد جنوب أفريقيا، مشيراً إلى أن هناك تطلعات لزيادة تلك النسبة الفترة المقبلة مع توجه الشركات النمساوية إلى مصر.
وأثنى المستشار التجارى النمساوى على ترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوربى إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية بحضور المستشار الفيدرالى لجمهورية النمسا، معتبراً أنها خطوة مهمة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين مصر ودول المفوضية.
ووقع الرئيس عبد الفتاح السيسى وأورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية؛ مارس الماضى، وثيقة الإعلان السياسى المشترك لترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
وذكر المستشار التجارى النمساوى، أن هناك مبادرات قادمة من شأنها تعزيز التعاون الاقتصادى بين البلدين، حيث ينظم المكتب التجارى بانتظام فعاليات فى مصر تهدف إلى ربط الشركات النمساوية بالوزارات والهيئات والشركات المصرية.