استثمار

“الزراعة” تطلق أول مجلس نوعي للزيتون في مصر

أطلق الاتحاد العام لمنتجي ومصدري الحاصلات البستانية التابع لوزارة الزراعة، أول مجلس نوعي للزيتون في مصر.

يستهدف المجلس، الارتقاء بمستوى جودة وكفاءة الزيتون المصري للتصدير والاستهلاك المحلي من خلال تقديم الدعم لصغار ومتوسطي مزارعي ومصدري الزيتون، والتعاون والتكامل مع كافة الجهات العاملة في بالقطاع.

وقال أشرف الشرقاوي رئيس الاتحاد، أن أول مجلس نوعي للزيتون بمصر سوف يقوم بتقديم الدعم الفني والإداري والتسويق المحلي لصغار ومتوسطي مزارعي الزيتون من خلال إنشاء أو إعادة أو تأهيل أو زيادة فاعلية الجمعيات المحلية والأهلية والتعاونية في مناطق تمركز زراعة الزيتون في مصر.

وأضاف أن المجلس سيعمل على تنظيم العلاقة بين صغار ومتوسطي منتجي الزيتون في أنحاء مصر، وبين كبار منتجين ومصدرين وتجار الجملة المحليين لزيادة التكامل والتعاون بينهم لرفع الإنتاج وزيادة التصدير.

​​ولفت إلى ضرورة المساهمة الفعالة في تكامل سلاسل التوريد لتحقيق استراتيجية مصر وزيادة الوعي لانتاج الزيتون طبقًا للمواصفات المطلوبة بمرحلة التعبئة والتخزين في سلسلة التوريد، من خلال رفع جودة منتجات الزيتون، والوصول لمنتجات خالية من نسب المبيدات، والتعاون مع جميع الجهات المعنية بالدعم الفني لإنتاج الزيتون في مصر، وعقد لقاءات متابعة وتنفيذ استراتيجية مصر للنهوض بزراعات الزيتون.

وتابع: بالإضافة لوضع سياسات واضحة يتم تنفيذها على أرض الواقع ترتكز عليها الدولة في تنمية وتطوير قطاع الزيتون لتحقيق زراعة مستدامة بالمنطقة والتميز والريادة محلياً وإقليمياً ودولياً، وتهيئة بيئة مناسبة لتطوير قطاع الزيتون من خلال استراتيجيات علمية تطبيقية محددة لدعم المزارعين والمستثمرين بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة من خلال نشر المعرفة في مجالات المجلس وإتباع آليات التنفيذ بأعلى مستوى من الكفاءة وإدخال ثقافه زراعة الزيتون على أسس علمية والتعريف بالفرص الاستثمارية والتسويقية للمنتجات.

وأضاف رئيس اتحاد منتجى ومصدرى الحاصلات البستانية، أن المجلس يهدف كذلك لتوفير شتلات ذات جودة عالية بيعها للمزارعين بالتعاون مع معهد بحوث البساتين، إلى جانب التدريب الفني على المعاملات الزراعية السليمة وتحسين الجودة والإنتاج.

المجلس ينظم العشوائية بالقطاع

ومن جانبه، قال شاكر عرفات مدير معهد تكنولوجيا الأغذية، أن العشوائية في جميع مراحل الإنتاج والتصنيع والتسويق من أهم مشكلات قطاع الزيتون في مصر، فضلاً عن غياب كيان مستقل للزيتون.

وأضاف أن المتحكم الأساسي في هذا القطاع الآن هو مجموعة من التجار يسيطرون على القطاع من حيث سعر المنتج سواء زيتون المائدة أو سعر زيت الزيتون وعدم الاعتماد على الخريطة الصنفية واتباع أسلوب تقليد زراعة الزيتون طبقاً للسابقين وشراء شتلات من مشاتل غير معتمدة، بالإضافة إلى غياب أسماء الماركات المصرية من الأسواق العالمية.

وأوضح أنه رغم أن مصر تحتل المرتبة الأولى والثالثة في الإنتاج العالمي خلال السنوات الستة الأخيرة؛ إلا أنها تحتل المركز التاسع في العائد المادي من الصادرات.

وأرجع ذلك إلى أنه يتم تصدير منتجات الزيتون وزيت الزيتون خام ولا توجد شركات تقوم بالتعبئة، ويتم عرضها للبيع تحت أسماء ماركات مصرية معروفة عالمية، ويتم تعبئة الزيتون في مصر لبعض الشركات غير المصرية باسم ماركات خاصة لهذه الشركات، كما أن هناك بعض الدول تصدر زيتون مائدة بكمية أقل من مصر إلا أن العائد الاقتصادي لها أعلى مثل دوله تونس.

اقرأ أيضا: 1.150 مليون طن إنتاج مصر من محصول الزيتون

وتابع عرفات، أنه من أهم التحديات التي تواجه الاستثمار في قطاع الزيتون مشكلة جمع الثمار، ويمكن حلها بالجمع عن طريق الميكنة، وبالنسبة لمتبقيات المبيدات في الثمار والزيت يكون من خلال تعميم معامل الترايكوجرام في جميع مناطق التركيز للحد من استخدام المبيدات ومكافحة دودة أوراق الزيتون الخضراء وثاقبة أزهار الزيتون، وإيجاد وسيلة فعالة لمكافحة ذبابة ثمار الزيتون وتفعيل دور المكافحة الحيوية لآفات الزيتون والمشكلة الأكبر، وهي زيادة العرض والتي ستؤدي إلى تدني الأسعار سواء بالسوق المحلي أو التصدير.

وأوضح أن أهمية المجلس النوعي للزيتون تكمن في وضع السياسات العامة للقطاع ومتابعتها بدقة، ووضع رؤى مستقبلية من خلال وضع السياسات العامة للتوسع في زراعة الزيتون طبقًا لأولويات الدولة، مع الأخذ في الاعتبار البعد السياسي والأمني لسياسات التصنيع، ووضع البعد البيئي للمنشات الصناعية وأثر المخلفات الناتجة عن التلوث البيئي، على أن يقوم المجلس بتسويق ثمار الزيتون ومنتجاتها لحماية العاملين بالقطاع.

وقال إن سياسة التصدير للمنتجات تعتبر من الأهمية بمكان، حيث تمتلك مصر ميزة نسبية في إنتاج زيتون المائدة ليس هذا فقط بل وأيضاً تمتلك أصناف تصنيعية مطلوبة بالأسواق العالمية، مع الاستفادة من موقع مصر بالنسبة للعالم، وما تملكه من مميزات تستطيع من خلالها تسويق منتجات الزيتون على وجه الخصوص، مضيفا أن المجلس يقوم بوضع سياسات للدعم الفني والارشادي للمستثمرين في القطاع.

هل تتوفر أراض تصلح لزراعة الزيتون في مصر؟

ومن ناحيته، قال سعد موسى المشرف على قطاع العلاقات الزراعية الخارجية بوزارة الزراعة، أنه لحسن الحظ هناك أراضِ كثيرة في مصر تصلح لزراعة الزيتون وخاصة في سيناء، فضلاً عن ضرورة توفير حملات توعية للأهمية الصحية لزيت الزيتون، وهذا يحتاج دعم من كل الوزارات المعنية.

واقترح موسى، أن يتم التعاون مع المجلس الدولي للزيتون والمجلس المصري، مشيراً إلى أن مشروع الـ100 مليون شجرة سيساهم في النهوض بهذا المحصول وهذا يتطلب عقد دورات تدريبية وحملات إرشادية توعوية.

ما مطالب المنتجين؟

واتفق منتجو ومصدرو ومزارعو الزيتون، على ضرورة توفير الإدارة الحكيمة للحصول على منتج جيد يرقى للتصدير، لاسيما أن المنتج المصري يتميز بالجودة التي لا تتوفر في المنتجات العالمية، فضلاً عن ضرورة إنشاء مدارس زراعية وتفعيلها، وتوفير أراضِ صناعية قريبة من الأراضي الزراعية حفاظاً على جودك المنتج.

كما أوصوا بضرورة خلق فرص استثمارية وتحفيزية للمستثمرين من خلال الدولة، وتقديم الدعم الفني لصغار المزارعين حتى لا يقعوا فريسة للتاجر والمُصدر، على أن يتم تحديد سعر للمنتج متوازن يحقق هامش ربح من خلال متابعة شهرية أو موسمية.

وناشد الحاضرون الجهات المعنية بضرورة حل المشكلات الخاصة بغرامات تأخير تجديد رخصة الآبار مع وزاره الري، إلى جانب التوسع في إنتاج الشتلات من خلال معهد بحوث البساتين لكي يغطي القطاع التجاري، على أن يتم ذلك من خلال الاتحاد العام لمنتجي ومصدري الحاصلات البستانية، بالإضافة إلى إنشاء قاعدة بيانات حقيقية عن حجم المزارع والأصناف المتوفرة والموجودة بالجمهورية، وما يتم تصديره وإنتاجه على أرض الواقع وإيجاد حلول لمتبقيات نسبة متبقيات المبيدات وتحديد ميزة سعرية للمنتج الخالي من المبيدات، فضلاً عن الحد من استيراد أصناف غير جيدة مما يؤثر على المنتج المحلي الذي يتم تصديره إلى الخارج ولا يحمل عبارة “صنع في مصر”، وضرورة الاهتمام بعبوات التعبئة والتغليف لكي يرقى المنتج المصري للتصدير ويكون المنتج محليا بدءاً من الزجاجة حتى الزيت المعبأ داخله.

وشدد الحاضرون على ضرورة تذليل العقبات وحل المشكلات الخاصة بالقطاع، وإكثار الشتلات بالتعاون مع الاتحاد العام لمنتجي ومصدري الحاصلات البستانية.

كما شددوا على ضرورة وصول المنتج المصري للأسواق العالمية، فضلاً عن ضرورة الرقابة على مواصفات القياسية لزيت الزيتون وزيتون المائدة داخل مصر كمحاولة للتصدي لحالات الغش التي تضر بالصحة العامة للمواطنين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى