كيف يستفيد قطاع الملابس الجاهزة من دخول الاستثمارات الأجنبية؟
يشهد قطاع الملابس الجاهزة فى مصر تطوراً ملحوظاً مع دخول شركات من دول تركيا والهند وسوريا، الأمر الذى يسهم فى تحسين جودة المنتجات، ورفع مستوى التكنولوجيا المستخدمة، وزيادة حجم الصادرات.
التقى حسام هيبة، رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة مؤخراً، لين يون فنج، رئيس المجلس الصينى لصناعة المنسوجات والملابس الجاهزة، بهدف بحث سبل تعزيز التعاون بين مصر والصين فى مجال الصناعات النسيجية والملابس الجاهزة.
وتتطلع 20 من كبريات الشركات والتحالفات الصينية العاملة فى مجالات الصناعات النسيجية كالغزل والصباغة والطباعة لإنشاء مدينة نسيجية متكاملة تتضمن جميع مراحل الصناعة باستثمارات تقدر بـ300 مليون دولار.
وقال محمد عبدالسلام، رئيس غرفة صناعة الملابس الجاهزة باتحاد الصناعات، إنَّ السوق المصرى بصدد استقبال عشرات الشركات الجديدة من الهند وتركيا وسوريا؛ لإقامة مصانع فى مصر، للاستفادة من العمالة الرخيصة والموقع الجغرافى الداعم لنمو صادراتهم.
وقال ربيع تيسير، رئيس مجلس إدارة شركة سارتى تكس السورية لتصنيع الملابس الجاهزة، إن شركته اتجهت للاستثمار فى السوق المصرى؛ لما تتمتع به مصر من مقومات من انخفاض الأيدى العاملة ودعم الصادرات، فضلاً عن الاستفادة من الاتفاقيات التى وقعتها مصر مع أفريقيا بجانب اتفاقيات مع دول الاتحاد الأوروبى وأمريكا، وهو ما يعطى للشركة امتيازات للتصدير من دون جمارك.
%18 نموًا بصادرات الملابس الجاهزة خلال أول 6 أشهر من العام الجاري
وأضاف أن الفرص المتاحة فى السوق المصرى دفعت الشركة للتوسع عبر تدشين مصنع جديد لها على مساحة 10 آلاف متر مربع فى المنطقة الصناعية بالعاشر من رمضان بحجم استثمارات 50 مليون جنيه، لزيادة الطاقة الإنتاجية بنحو 50 ألف قطعة شهرياً.
وأوضح أن «سارتى تكس» تأسست عام 1998م فى سوريا ثم نقلت استثماراتها عام 2013 إلى مصر وأسست مصنعاً لها بالعبور بشراكة مصرية سورية، وأسست مصنعاً آخر فى مدينة العاشر من رمضان، الأول على مساحة ألف متر مربع والثانى على مساحة 1200 متر ويصل حجم إنتاجهما سنوياً إلى مليونى قطعة.
وأوضح أن الشركة تسعى لرفع الحصة التصديرية إلى 70% من إجمالى الإنتاج إلى دول أوروبا، ومنطقة الخليج، وبعض دول أفريقيا وتدعم خطة الوصول بالقيمة التصديرية إلى 180 مليون دولار بنهاية العام المقبل.
أشار إلى أن تلك الخطة ستتحقق بالتعاون مع 100 مصنع متعثر فى القطاع عن طريق إمدادها بالمواد الخام وتسويق كامل الإنتاج تحت العلامة التجارية للشركة فى السوق المحلى والتصديري، منوها بأنه لولا الامتيازات التى تقدمها مصر للشركات لما خططت للتوسع بهذا الشكل.
وأشار إلى وجود عدد من الشركات السورية لا يقل عن 3 شركات تدرس الفرص الاستثمارية فى السوق المصرى خلال الفترة الحالية تمهيداً لنقل استثماراتها.
وتستهدف شركة أكاى التركية للملابس الجاهزة، ضخ استثمارات جديدة بقيمة 1.5 مليار جنيه بشكل تدريجى حتى نهاية عام 2030، ضمن استراتيجية الشركة التوسعية خلال الفترة المقبلة.
قال سامى سقالة، المدير العام للشركة إنَّ الشركة ستنشئ مصنعاً جديداً ضمن الخطة التوسعية داخل منطقة بورسعيد الحرة، لمضاعفة الطاقة الإنتاجية بهدف تلبية احتياجات الأسواق الخارجية.
لفت إلى أن الحكومتين المصرية والتركية تتعاونان بشكل قوى لتسهيل تبادل المنتجات والمواد الخام، الأمر الذى ساعد على تحسن أوضاع الشركات التركية فى السوق المصرى، وجعل مصر قِبلة المستثمرين الأتراك الراغبين فى إقامة مشروعات نسيجية فى القاهرة.
«طلبة»: 50% من صادرات الملابس الجاهزة لصالح الشركات الأجنبية
وقال مجدى طلبة، رئيس مجلس إدارة شركة «تى آند سي» للملابس الجاهزة، إن الشركات الأجنبية تستحوذ على نسبة لا تقل عن 50% من إجمالى صادرات مصر من الملابس الجاهزة سواء بالشراكة مع مستثمرين محليين أو استثمارات أجنبية فقط.
أضاف لـ«البورصة»، أن السوق المحلى بحاجة لمزيد من الاستثمارات الأجنبية لعدة أسباب أهمها مواكبة التكنولوجيا العالمية فى صناعة الملابس الجاهزة؛ لأن 60% من المصانع لا تتناسب تكنولوجيا المعدات بها مع المتغيرات العالمية، ما يقل من التنافسية وزيادة نسب الصادرات.
وأوضح أنه يجب أن تتركز الاستثمارات الأجنبية فى دفع نسب صادرات القطاع التى لا تتجاوز 4 مليارات دولار سنوياً، ولا تقارن تلك النسب مع الدول المصدرة لمصر مثل تركيا التى تسجل صادراتها من الملابس نحو 25 مليار دولار سنوياً.
وذكر، أن 50% من استثمارات شركة «تى آند سي» استثمارات تركية، وتصدر الشركة 100% من إنتاجها للخارج، كما تمتلك قاعدة واسعة من الخبرات الأجنبية داخل مصانعها للقدرة على زيادة تنافسية وفتح أسواق تصديرية جديدة وتدريب العمالة.
«لويس»: تشغيل مصانع برؤوس أموال أجنبية فرصة لتحقيق التنافسية
وقالت مارى لويس، رئيس المجلس التصديرى للملابس الجاهزة، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الملابس الجاهزة باتحاد الصناعات، إن دخول الاستثمارات الأجنبية الجديدة لقطاع الملابس الجاهزة من شأنه أن يرفع قيمة وحجم الصادرات، وتوفير فرص عمل جيدة.
أضافت لـ«البورصة»، أن المجلس التصديرى يضم شركات ملابس من جنسيات مختلفة أبرزها؛ تركية وهندية وسورية تتميز سنوياً بمعدلات نمو مرتفعة فى قيمة صادراتها، والقدرة على دخول أسواق تصديرية جديدة، والمشاركة فى البعثات التجارية التى ينظمها المجلس.
وذكرت، أن الاتفاقيات التجارية عامل مهم لجذب شركات الملابس الأجنبية الراغبة فى زيادة حجم صادراتها لبعض الدول، والحصول على إعفاءات تؤهلها لزيادة حجم صادراتها وتيسير استيراد الخامات.
وارتفعت صادرات مصر من الملابس الجاهزة لتسجل نحو 1.08 مليار دولار خلال أول 5 أشهر من 2024 مقابل نحو 912 مليون دولار فى الفترة نفسها من 2023 بنسبة ارتفاع قدرها 19% بحسب بيانات المجلس التصديرى للقطاع.
«فتح الله»: نطالب بتوجيه الاستثمارات الأجنبية لقطاع الصناعات المغذية.. وأهمها القماش
وطالب سمير فتح الله، رئيس مجلس إدارة شركة ترانس أفريكا للملابس الجاهزة، بتوجيه الحكومة استثمارات شركات الملابس الأجنبية فى قطاع الصناعات المغذية أهمها القماش، لتقليل واردات القطاع من مستلزمات الإنتاج سنوياً، ونقل خبرة التصنيع للسوق المحلى.
أضاف لـ «البورصة»، أن السوق المحلى من الأسواق التى ترحب بالاستثمارات فى قطاع مستلزمات الإنتاج، لتعميق المنتج المحلى والحصول على الامتيازات التى تمنحها الدولة للمصانع.
وذكر، أن نقل الخبرات والتكنولوجيا العالمية للعمالة المصرية أحد أكثر احتياجات المصانع فى مصر للقدرة على رفع جودة المنتجات وتحقيق التنافسية.
وقال حمدى أبوالعينين رئيس جمعية منتجى الغزل والنسيج بشبرا الخيمة، إن شركات الملابس الأجنبية داخل المناطق الحرة والصناعية تمتلك مهارة تصديرية وهو ما تحتاج له الشركات المصرية.
أضاف لـ«البورصة»، أن شركات الملابس الجاهزة التركية التى تقام حالياً فى المناطق الصناعية من شأنها أن تساعد على تشغيل وتوفير فرص عمل ونقل خبرات التصنيع للعمالة المصرية من خلال البرامج والتدريبات التى تخصها فى بداية التعيين.
وذكر أن جذب الشركات الأجنبية يحتاج لبعض الحوافز لتحقيق التنافسية مثل توفير الأراضى للمستثمرين فى أسرع وقت ممكن، وتوفير حوافز ضريبية فى بداية إنشاء المشروع على أن تدفع لاحقاً بعد بدء الإنتاج بوقت محدد، وإعطاء حوافز تصديرية للمصنعين.