داليا الباز أول سيدة تتولى رئاسة “البريد” وثاني مصرفية تشغل هذا المنصب
تقرير: محمد لطفي
بعد ثلاثة أشهر تقريبا من خروج الدكتور شريف فاروق، من منصبه كرئيس للهيئة القومية للبريد والذي تولى حقيبة وزارة التموين والتجارة الداخلية ، أعلنت اليوم وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات رسميا اختيار المصرفية داليا الباز في هذا المنصب و مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للشئون البريدية لمدة عام، بعد مغادرتها منصبها كنائب رئيس البنك الأهلي المصري وتمتلك الباز خبرة تمتد لنحو 30 عامًا .
وقد شغلت داليا الباز عدة مناصب قبل توليها العمل كنائب رئيس البنك الأهلى المصرى فى سبتمبر 2017 ، حيث شغلت منصب الرئيس التنفيذى للعمليات وتكنولوجيا المعلومات خلال الفترة من ديسمبر 2015 حتى 2017، كما شغلت منصب رئيس مجموعة إدارة مخاطر التشغيل بالبنك خلال الفترة من 2008 حتى 2015.
كذلك عملت كرئيس إدارة مخاطر التشغيل ووحدة الرقابة على المخاطر ببنك باركليز مصر خلال الفترة من 2004 حتى 2008، والمسؤول عن عملاء الشركات الكبرى خلال الفترة من 1995 حتى 2004.
تعود نشأة البريد في مصر خلال العصر الحديث لعام 1831م حين أنشأت الدول الأجنبية الحاصلة على امتيازات في مصر عدة مكاتب بريد في الأسكندرية وبورسعيد والسويس، وكانت مصلحة البريد تُدار من خلال الجالية الإيطالية في مصر، وعندما وصل الخديوي إسماعيل لسُدة الحُكم كان طموحه كبير لتحديث مصر وتحويلها إلى قطعة من أوروبا فعمل على إدخال النظم الأوروبية بجميع مرافق الدولة وأصبح البريد هيئة مصرية في عهد الخديوي إسماعيل عام 1865م.
واشترى الخديوي من الإيطالي “موتسي” ملكية مشروع البوستة الأوروبية التي كانت تنقل الرسائل داخل وخارج مصر وأطلق عليها اسم البوستة الخديوية ولكن تحت إدارة موتسي.
وخلال الـ 25 عاما الماضية والتي تشكل العصر الذهبي للبريد شغل منصب رئيس البريد 13 رئيس هيئة ، كان من بينهم المهندس أحمد الصولي الذي شغل منصب رئيس الهيئة خلال الفترة من 1998 – 2002 والذي عكف على تنفيذ نظام اللامركزية في البريد السريع في نطاق القاهرة لتخفيف الضغط عن مركز الحركة للبريد السريع الرئيسي ، وتوزيع فواتير التليفون بمعرفة البريد السريع للتأكد من سرعة تسليمها للمشتركين، تنفيذ مشروع ميكنة العمليات الحسابية بالتوفير والشبكات البريدية والحوالات وتعتبر هذه أبرز الإنجازات التي حققها الصولي، وفور انطلاق وزارة الاتصالات استشرف الدكتور أحمد نظيف وزير الاتصالات الأسبق المستقبل في الاتجاه نحو الميكنة من خلال اختيار الدكتور على المصيلحي رئيسا للبريد والذي شغل المنصب خلال الفترة من 2002 – 2005 ، والذي قام باستحداث أنظمة وأساليب جديدة لجذب المزيد من المدخرات وتحسين الخدمة ومشاركة البنوك وإنشاء دفتر توفير الحساب الجاري ذي العائد اليومي، واتجه المصيلحي إلى تطوير مكاتب البريد على مستوى الجمهورية ورفع مستوى العاملين، تحديث شبكة البريد من خلال نمذجة أكثر من 550 مكتبًا بريديًا ومنطقة توزيع على مستوى الجمهورية ،استحداث نظام لمتابعة الأعطال في الشبكات، والاشتراك في برنامج الحكومة الإلكترونية بالتعاون مع وزارة التنمية الإدارية في الخدمات المختلفة .
وتولى المهندس علاء فهمي المنصب خلفا للدكتور المصيلحي بعد توليه منصب وزير التموين ليعد فهمي الرئيس الثالث في منظومة تحديث وميكنة البريد والذي شغل المنصب مابين الفترة من 2006 – 2010
وبعد اختيار فهمي وزيرا للنقل تولى الدكتور أشرف زكي رئاسة الهيئة لمدة عام واحد فقط من 2010 – 2011 وخلال هذا العام استكمل عملية إدخال نظام التوزيع الحديث واستكمال استخدام نظام Gps لتفقد أثر المواد البريدية ، وفي يناير 2011 عرض الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات آنذاك منصب رئيس البريد على المهندس هاني محمود الذي ترك القطاع الخاص رغم إغراءاته ليتولى عددا من المناصب الحكومية عقب الثورة مباشرة ومن إنجازاته: إعادة فتح المكاتب تدريجيا على مستوى الجمهورية أثناء ثورة يناير مع تأمينها بشكل كبير بما يتيح لها تأدية الخدمة للعملاء ، وتلا محمود الدكتور طارق السعدني الذي ترك منصبه هو الآخر بعد أن غادر أوراكل العالمية ليتولى منصب مستشار وزير الاتصالات ثم رئيسا للهيئة القومية للبريد في عام 2011 ومن أبرز إنجازاته إعداد خطة استراتيجية للهيئة لمدة 5 سنوات، تعتمد على زيادة مصادر الدخل ورفع كفاءة العنصر البشري ، واستثمار أموال دفتر التوفير في فتح مجالات ومشاريع جديدة غير تقليدية ، وتشكيل لجنة مركزية دائمة للتعيينات تقوم بمراجعة كافة إجراءات المسابقة، والتحقق من توافر جميع الشروط في المتقدمين .
وخلال عام 2012 تولى مسعد عبد الغني منصب رئيس البريد لمدة سبعة أشهر فقط قام خلالها بزيادة مرتبات العاملين بنسبة 200 % ، بالإضافة لزيادة حافز التميز 20 % وزيادة حافز الأداء بنسبة 70 % ، وزيادة طبيعة العمل بنسبة 100 % ، علاوة على المشاركة في الوفد الوزاري الفائز بمنصب رئيس المكتب التنفيذي لمجلس الوزراء العرب عام 2012 ، وخلف عبد الغني لمدة ثمانية أشهر المهندس أيمن صادق الذي تولى مهام المنصب من يوليو 2012 حتى فبراير 2013 .
وخلال الفترة التالية كانت هيئة البريد تحقق خسائرا فادحة إلى أن تولى الدكتور أشرف جمال الدين رئاسة الهيئة حيث بدأت خلال عام 2013-2014 تحقق أرباحًا بدأت في صورة أرباح بسيطة ثم حققت طفرة حقيقية فيما بعد وكانت من أبرز إنجازاته خلال هذا العام تحقيق أرباح للبريد بلغت217 مليون لأول مرة منذ 10 سنوات من الخسائر ، افتتاح العديد من المكاتب البريدية على مستوى الجمهورية .
كما تولى اللواء مجدي متولي حجازي رئاسة الهيئة لتسيير الأعمال لمدة شهرين فقط وخلال هذين الشهرين قام بتحسين بيئة العمل وتطوير العنصر البشري داخل الهيئة ، وبعد ذلك اختار المهندس عاطف حلمي وزير الاتصالات المهندس خالد نجم رئيسًا للبريد والذي تولى بعد البريد وزارة الاتصالات وخلال فترة رئاسته للبريد في الفترة من 2014-2015 نجح في تحقيق فائض بالميزانية بلغ 166 مليون جنيه .
وفور خروج نجم من رئاسة البريد نجح في استقطاب عصام الصغير الذي كان يتولى منصبا بارزا في هيئة البريد الإماراتية ليتولى مهام عمله عام 2015 وقد نجح في تحقيق قفزة حقيقية داخل مكاتب البريد حيث تحول بعضها لمراكز خدمة مجتمعية وأصبح البريد هو الملاذ الآمن للكثير من المصريين .
وخلف الصغير الدكتور شريف فاروق رئيس بنك ناصر الاجتماعي منذ يونيو عام 2020 حتى توليه منصب وزير التموين والتجارة الداخلية في يوليو 2024 .